Search from the table of contents of 2.5 million books
Advanced Search (Beta)

الأدب القرآني عند مصطفی صادق الرافعي |
Asian Research Index
الأدب القرآني عند مصطفی صادق الرافعي

خاتمة الكتاب
ARI Id

1683034285969_56115704

Access

Open/Free Access

Pages

183

القرآن الكريم هو الكتاب الرئيسي في الإسلام، الذي يُقدِّسه ويؤمن به المسلمون أنّه كلام الله المنزّل على نبيه محمد صلي الله عليه وسلم -للبيان والإعجاز،المنقول عنه بالتواتر حيث يؤمن المسلمون أنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وهو المتعبد بتلاوته، وهو آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.كما يعدّ القرآن أرقى الكتب العربية قيمة لغوية ودينية، لما يجمعه بين البلاغة والبيان والفصاحة.وللقرآن أثر فصل في توحيد وتطوير اللغة العربیة وآدابها وعلومها الصرفية والنحوية، ووضع وتوحيد وتثبيت اللّبنات الأساس لقواعد اللغة العربية۔

قال الله تعالی:" إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ  فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه (سورة القیامة : ۱۸)

كان الإعجاز القرآني خليقا أن يثير في الحياة الإسلامية مباحث على جانب عظيم من الأهمية يتصدى بها العلماء للكشف على وجوه البلاغة القرآنية.

 وبذل العلماء جهودا مشكورة، وقاموا بمحاولات مضنية، لإبراز البلاغة القرآنية في صورة موحية ذات ظلال، ولكنهم وقفوا غالبا عند النص الواحد، فاقتطعوه اقتطاعا من الوحدة القرآنية الكبرى ، ودرسوه دراسة تحليلية جزئية ذهب بمعالم جمالها الذي لا يتناهى حول مشكلة اللفظ والمعنى، فكانت النزعة الكلامية تفسد عليهم تذوقهم للنصوص، وإدراكهم مواطن البلاغة والإعجاز.

قال الجاحظ في كتابه الحيوان: "ولي كتاب جمعت فيه آيات من القرآن الكريم لتعرف بها ما بين الإيجاز والحذف، وبين الزوائد والفضول والاستعارات، فإذا قرأتها رأيت فضلها في الإيجاز، والجمع للمعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة.

اختلف العلماء -رحمهم الله تعالى- في لفظ القرآن لكنهم اتفقوا على أنه اسم فذهب جماعة من العلماء منهم الشافعي، الأشعري، ابن كثير ، الفراء، اللحياني ، الزجاج و ابن الأثير وغیر ذلک من العلماء اللغویین الذین ذهبوا إلى أنه اسم جامد غير مهموز كما ذكر الأشعري: إنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إلیه ومنه قولهم: قرن بين البعيرين إذا جمع بينهما ومنه سمي الجمع بين الحج والعمرة في إحرام واحد قران.

لقد بذل العلماء كل وسعهم لإيجاد تعريف للفظة القرآن فتناولوها من الجانبين اللغوي والاصطلاحي كما هو معهود عند كل تعريف، وأوردوا في ذلك أقوالاً وآراء يكاد يكون كل واحد منها تكراراً للآخر.

و كذلك اختص القرآن الكريم بخصائص كثيرة ولعل هذه الخصائص سبب الاختلاف في تعريف القرآن بين العلماء، فكل تعريف يذكر خاصية للقرآن يعرف بها لا يذكرها الآخر ولهذا تعددت التعريفات.أما الأدب فروي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ‘‘(المعجم الكبير 9/130)

وكذلك الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم والأخذ من كل علم بطرف من علوم اللسان أو العلوم الشرعية من حيث متونها فقط، وهي القرآن والحديث.

وقال الرافعي رحمه الله تعإلی: الأدب، أنه لا بد معه من البيان؛ لأن النفس تخلق فتصور فتحسن الصورة؛ وإنما يكون تمام التركيب في معرضه وجمال صورته ودقة لمحاته؛ بل ينزل البيان من المعنى الذي يلبسه منزلة النضج من الثمرة الحلوة إذا كانت الثمرة وحدها قبل النضج شيئًا مسمى أو متميزًا بنفسه، فلن تكون بغير النضج شيئًا تامًا ولا صحيحًا، وما بد من أن تستوفي كمال عمرها الأخضر الذي هو بيانها وبلاغتها .

ولكن لوعدنا إلى آراء العلماء المختلف لوجدناهم لم يفصلوا بين اللفظ والمعنى ولم يذهبوا إلى أن بلاغة الكلام تكمن في معناه دون لفظه. ولكن ابن جني يرى الاهتمام بالمعاني من خلال الألفاظ المتساوقة في الكلام لأن المعاني عنده أشرف من الألفاظ وهذه الألفاظ ما هي إلا خدم للمعاني لتوضيحها وكشف اسرارها.

كان العرب يتذوّقون بكلامهم في صورة الشعر التي تشتمل علي أوصاف مختلفة منها المدح ، الرثاء ،الهجاء ،الغزل ،التشبيب ،الحكمة و الكرامة وأما النثر التي يشمل الخطابة والكتابة منها أدب الرسائل والمسرح والأقاصيص ،لأن القرآن الكريم نزل بألسنتهم اللسان العربي المبين ورأؤ فيه فصحاء العرب وبلغاؤهم جوهر فطرتهم في اللغة والبيان، وأدركوا منذ أن استمعوا إلى آياته البينات، أنه فاق المستوى الذي تعارفوه في بيانهم وأشعارهم، فكانوا أول من شهد بإعجازه.

كان القرآن يروع أولئك الفصحاء بسحر بيانه، ويشد إلیه أسماعهم، ويهز مشاعرهم هزا قويا، وينفذ إلى نفوسهم فيؤثر فيها، ثم تختلف استجاباتهم.

 وکذلك إلی دراسة ادب الرافعي كان الرافعي يحمل الفكرة الاسلاميه و يدافع عنها ، وهو يقارع بذلك الاتجاهات الأدبية التي تنال من  العقيدة الاسلامية واللغة العربية، بوادر تعفن في جسم الاسلامية ۔

وقد أتاحت له ثقافته الواسعة العميقة أن يشارك في معظم فنون الأدب العربي بنصيب وافر فنراه حينا كاتبا متميزا له مدرسته الخاصة مع التزامه الطابع الاسلامي والمحافظة علي قدسيه البيان القراني واللغة العربية۔

عاش الرفعي حياته الأدبية و هيأ نفسه ليكون المدافع الصلب عن حمي الاسلام واللغة العربية و دحض هذه الافكار الهدامة وقد انبري لهم بذلك بقلم حاد و ملكة أدبية واسعة ايمان غير محدود باسلامه و عروبته ، محملاً نفسه مسؤليه الرد علي اصحابها من أدباء و كتاب ، وقد عبر الرافعي عن هذا الاتجاه السامي فيه حين قال :’’والقبلة التي اتجه إلیها في الأدب انما هي النفس الشرقيه في دينها وفضائلها فلا اكتب الا ما يبقيها حية و يزيد في حياتها وسمو غايتها ثم أنه يخيل إلی دائما أنني رسول لغوي ،بعثت للدفاع عن القران ولغته و بيانه‘‘۔

يعد الرافعي في زمانه حامل لواء الأصالة في الأدب، ورافع راية البلاغة فيه، ثم إنه الرجل الذي وقف قلمه وبيانه في سبيل الدفاع عن القرآن ولغة القرآن، ولذا وجدنا الصراع يشتد بينه وبن أولئك الذين استراحوا للفكر الغربي وأقبلوا عليه حتى وإن كان حربا على أمتهم ودينهم ولغتهم.يقول الرافعي مخاطبا المستغربين :'علم الله ما فتن المغرورين من شبابنا إلا ما يأخذهم من هذه الحضارة فإن لها في زينتها ورونقها أخذة كالسحر فلا يميزون بين خيرها وشرها ولا يفرقون بين مبادئها وعواقبها ثم لا يفتنهم منها إلا ما يدعوهم إلى مايميت ويصدهم عما يحي وما يحول بينهم وبين قلوبهم فليس إلا المتابعة والتقليد .

وفي الختام أسأل الله تعإلی أن يوفقنا بخدمة القران الكريم الدين الحنيف رغم صعوبات أعداء الاسلام والدين وينجحنا في الدارين ، استغفرالله لي ولسائر المسلمين في العالم الاسلام، وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإلیه أنيب ۔

Loading...
Table of Contents of Book
ID Chapters/Headings Author(s) Pages Info
ID Chapters/Headings Author(s) Pages Info
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...