كلمة المُراجع (التقريظ)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد

فإن للغة العربية سحرًا لا يعرفه إلا من سبر أغوارها من أهلها أو من غير أهلها، وحب اللغة العربية متجذر في قلوب المسلمين، عربًا وغير عرب، بل إن شئت الحق؛ يهيم بها المسلمون من غير العرب ممن أنعم الله عليهم بمعرفتها قراءة وكتابة وتحدثًا، وقد يندهش العرب من هذا الكلام، مستبعدين أن يكون هناك من ينافسهم في حب لغتهم، ولكني سأفاجئك بقولي إن من المسليمن غير العرب من بَذَّ العرب أنفسهم وتفوق عليهم في معرفة اللغة العربية ودقائقها، والأمثلة على هذا كثيرة، وخاصة في باكستان التي يتميز شعبها بحب اللغة العربية تبعًا لحبهم لدينهم، ولنبيهم صلى الله عليه وسلم؛ ولنا أن نذكر العالم الجليل الأستاذ الدكتور عبد العزيز الميمني رحمه الله، والأستاذ الدكتور ظهور أحمد أظهر، والأستاذ الدكتور خورشيد رضوي، والأستاذ الدكتور سليم طارق حفظهم الله؛ فهؤلاء هم النبراس في اللغة العربية وعلومها في شبه القارة الباكستانية الهندية في عصرنا الحاضر، وبهم تستنير الأجيال، وتسير على خطاهم، والباحثة الباكستانية الدكتورة مكية نبي بخش من الجيل الجديد الذي تتلمذ على يد واحد من أولئكم العلماء الأفذاذ؛ أقصد الأستاذ الدكتور سليم طارق خان أستاذ اللغة العربية بالجامعة الإسلامية ببهاولبور؛ فنهلت من ينابيع علمه ما جعلها تجيد اللغة العربية إجادة يغبطها عليها أهلها، رغم أنها عاشت بين أهل العربية زمنًا، إلا أن الأساس عندها يرجع إلى هذا الأستاذ العظيم، وإليه يعود الفضل في توجيهها التوجيه الصحيح لخدمة اللغتين العربية والأردية؛ فأعدت رسالتها للدكتوراة دراسة مقارنة بين الشاعرة العربية العراقية الكبيرة "نازك الملائكة" والشاعرة الباكستانية الأردية الكبيرة "بروين شاكر"، وبعد أن مَنَّ الله عليها، وأتمت أطروحتها، وحصلت بها على درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية ببهاولبور، قررت أن تنشرها في شكل كتاب بعد تنقيحها ومراجعتها، لتعم الفائدة، فتثري الأدبين: الأدب العربي والأدب الأردي، وقد أسعدني أن قمت بمراجعة هذا الكتاب قبل أن يُنشر، وأدعوا الله تعالى أن ينفع به، وأن يثيب الدكتورة مكية نبي بخش على عملها هذا، وأن يرفع به درجات أساتذتها.

والله ولي التوفيق

أ.د.إبراهيم محمد إبراهيم السيد

أستاذ اللغة الأردية وآدابها بجامعة الأزهر