المبحث الثاني: حقيقة الشعر الحر

 بدأت الدعوۃ تنمو وتتسع حتی بدأت القصائد حرۃ الوزن تظھر في الساحۃ الأدبیۃ، وفي عام 1950م تم نشر أول دیوان للشاعر العراقي عبدالوھاب البیاتي بإسم (ملائکۃ وشیاطین)[1] وکان فیہ قصائد حرة الوزن۔

وظھر بعدہ (المساء الخیر) لشاذل طاقۃ ، ثم تلا ذلک (أساطیر) لبدر شاکر السیاب. ولکن ھناک الکثیر من الأدباء الکبار الذین أنکروا ھذہ الحرکۃ وتوقعوا لھا الھزیمۃ والفشل وأیضاً اعتقدوا بأن معانیھا غیر مبتکرۃ. وقد قال الشاعر عمران العمران[2]: "وذلک أن التجدید في الشعر لا یکون بالتنکر لقوانینہ إنما یکون الابتکار في المعاني، کما یکون في الإبداع بالأسلوب وفي استحداث الصور والأخیلۃ الملائمۃ لبيئة الشاعر وحیاتہ المعاصرۃ[3]، وقال أیضاً : "علی أي حال، فإن مایسمی بالشعر الحر یمثل الھزیمۃ الأدبیۃ للأمۃ العربیۃ وھی ھزیمۃ لا تقل بحال عن ھزائمنا السیاسیۃ والعسکریۃ"[4]، وقال أیضاً في موضع: "علی أن ما یسمی بالشعر الحر یمکن اعتبارہ من قبیل النثر، بمعنی أن الجید منہ یمثل وجھاً أدبیاً، بل فکراً عربیاً، أما الرديء فإنہ یدخل في باب الکلام العادي الذي لا یختلف عن کلام السوقۃ والعوام، وقد ینتظم بعضہ مفھوم الھذر في أحیان کثیرۃ"[5]۔