المبحث الثالث:هل الشعر الحر نوعٌ من النثر؟
وھناک بعض الأدباء والشعراء اعتبروا الشعر الحر نوعاً من النثر وقالوا بأن معانیہ تافھۃ لا معنی لھا، والبعض قالوا بأن جذورھا وُجدَت في الموشحات الأندلسیۃ، وأن البند کان معروفاً ولکن أسلوبہ کان مجھولاً، ولم ینظمہ إلا شعراء العراق، ولکن نازک الملائکۃ استنکرت ھذا الشيء، وقالت أنھا لم تسمع بالبند قبل سنۃ 1953م۔ وقالت نازک الملائکۃ في موضع آخر عن الشعر الحر: "ولعل أبرز الأدلۃ علی أن الحرکۃ کانت ولیدۃ عصرنا ھذا، وأن أغلبیۃ قرائنا ما زالوا یستنکرونھا ویرفضونھا، وبینھم کثرۃ لا یستھان بھا تظن أن الشعر الحر لا یملک من الشعر إلا الإسم فھو نثر عادي لا وزن له" .
هل کانت حركة الشعر الحر قوية أ م لا ؟
ھذہ الحرکۃ الجدیدۃ(حرکۃ الشعر الحر) کانت قویۃ راسخۃ ثابتۃ متحمسۃ ولکن في بدایۃ الأمر کأي حرکۃ جدیدۃ زلّت وتخبطت ولکن بعد فترۃ من الزمن استکملت أسباب نضجھا فأصبحت حرکۃ مشھورۃ مستسلمۃ. وأخذت ھذہ الدعوۃ الشعریۃ الجدیدۃ تنتشر حتی کونت لنفسھا مکانۃ قویۃ، وبدأ بعض الشعراء الأفاضل یھجرون أسلوب الشطرین ویستعملون أسلوب الشطر.
أما نازک الملائکۃ فقد کانت ذکیۃ جداً، فبذکاءھا استطاعت أن تأخذ الریادۃ والمیزۃ المنفردۃ من بین الشعراء الأفاضل۔ فقد کانت واعیۃ وذات طموحات عالیۃ، قدمت نازک الملائکۃ الأدلۃ والبراھین حتی جعلت الشعراء والأدباء والنقاد والقراء أن یستسلموا لھذا الأمر۔