Search from the table of contents of 2.5 million books
Advanced Search (Beta)
Home > شعر نازك الملائكة وبروين شاكر: دراسة مقارنة > المبحث الثاني: مأساۃ الحياۃ وأغنية للإنسان

شعر نازك الملائكة وبروين شاكر: دراسة مقارنة |
Asian Research Index
شعر نازك الملائكة وبروين شاكر: دراسة مقارنة

المبحث الثاني: مأساۃ الحياۃ وأغنية للإنسان
ARI Id

1693787319577_56118185

Access

Open/Free Access

Pages

42

المبحث الثاني: مأساۃ الحياۃ وأغنية للإنسان
"مطولة شعرية"
تکتب الشاعرۃ العراقیۃ المشھورۃ " نازك الملائکۃ" في دیوانھا المعروف "دیوان نازک الملائکۃ" أنھا تشرح الظروف الزمنیۃ والنفسیۃ والفکریۃ التي مرت بھا خلال کتابۃ مطولتھا الشعریۃ ’’مأساۃ الحیاۃ وأغنیۃ للإنسان‘‘ عبر عشرین عاماً من سنۃ 1945م إلی 1965م، وتقول : ’’یضم الأثر الشعري الذی أضعہ بین یدي القاریء في ھذا الکتاب ثلاث صور شعریۃ لقصیدۃ واحدۃ أولھا قد نظم بین سنۃ 1945م و 1946م وثانیھا قد نظم سنۃ 1950م وثالثھا متأخر التاریخ حتی 1965م، ویمکن أن تعد کل قصیدۃ من ھذہ القصائد الطویلۃ مستقلۃ عن الأخریین، لو لا أنني قد نسخت بعض الأبیات أحیاناً فنقلتھا من قصیدۃ إلی أخری علی اعتبار أنھا ما زالت ترضي ذوقي رغم مرور السنین‘‘۔
وتقول إنھا نظمت القصیدۃ الأولی عام 1945م وکان عمرھا إذ ذاک اثنین وعشرین عاماً۔ وعندما بدأت في نظم ھذہ المطولۃ فإن دیوانھا الأول (عاشقۃ اللیل) لم یظھر إلی الوجود بعد۔ وأنھا کانت تکثر من قراء ۃ الشعر الإنکلیزي فأعجبت بالمطولات الشعریۃ التي نظمھا الشعراء وأرادت أن یکون في الوطن العربي مطولات مثلھم، فبدأت في نظم القصیدۃ وسمتھا "مأساۃ الحیاۃ" وھذہ القصیدۃ دلیل علی تشاؤمھا المطلق، وأنھا کانت تشعر بأن الحیاۃ کلھا ألم وإبھام وتعقید۔ وتقول: ’’وقد اتخذت للقصیدۃ شعاراً یکشف عن فلسفتي فیھا ھو ھذہ الکلمات للفیلسوف الألماني المتشائم ’’شوبنھاور‘‘: "لست أدري لما ذا نرفع الستار عن حیاۃ جدیدۃ کلما أسدل علی ھزیمۃ وموت۔ لست أدري لماذا نخدع أنفسنا بھذہ الزوبعۃ التي تثور حول لا شيء؟ حتّام نصبر علی ھذا الألم الذي لا ینتھي؟ متی نتدرع بالشجاعۃ الکافیۃ فنعترف بأن حب الحیاۃ أکذوبۃ وأن أعظم نعیم للناس جمیعاً ھو الموت؟"۔
یتضح من ذلک أن الشاعرۃ کانت متشائمۃ مثل الشاعر الانکلیزي شوبنھاور وربما تشاؤمھا یفوق تشاؤم شوبنھا ور لأنھا ھي بنفسھا تعترف بھذا الشيء فتقول:’’والواقع أن تشاؤمي قد فاق تشاؤم شوبنھاور نفسہ، لأنہ۔ کما یبدو۔کان یعتقد أن الموت نعیم لأنہ یختم عذاب الإنسان۔ أما أنا فلم تکن عندي کارثۃ أقسٰی من الموت۔ کان الموت یلوح لي مأساۃ الحیاۃ الکبریٰ، وذلک ھو الشعور الذي حملتہ من أقصی أقاصي صباي إلی سنّ متأخرۃ‘‘۔
وتقول الشاعرۃ أنھا بدأت في نظم المطولۃ، وقد اختارت لھا بحراً عروضیاً مرناً ھو البحر الخفیف۔ وبلغت القصیدۃ ألفاً ومائتي بیت نظمتھا في ستۃ أشھر تقریباً، وکان موضوعھا فلسفیاً یدور حول الموت والحیاۃ وما وراءھما من أسرار وعندما کتبت الشاعرۃ ’’مأساۃ الحیاۃ‘‘ بدت أنھا کانت متشائمۃ من الحیاۃ جداً، لذلک انتقلت في حدیثھا في البحث عن السعادۃ متسائلۃ إن کان لھا وجود حق في الدنیا ثم أخذت تبحث عنھا في أوساط مختلفۃ تعتقد أنھا ستجد فیھا السعادۃ ولکن للأسف لا تجد۔
وتقول نازک الملائکۃ: ’’ولقد کانت (مأساۃ الحیاۃ) صورۃ واضحۃ من اتجاھات الرومانسیۃ التي غلبتني في سن العشرین وما تلتہ من سنوات۔ وکان من مشاعري إذ ذاک التشاؤم والخوف من الموت، وھما مفتاح ھذہ الصورۃ الأولی من المطولۃ: صورۃ 1945م‘‘۔
وأرادت نازک الملائکۃ أن تقدم مطولتھا (مأساۃ الحیاۃ) للقراء بعد مجموعتھا الشعریۃ (عاشقۃ اللیل)۔ وکان ذلک عام 1946م۔ ولکن بعض الظروف لم یسمح لھا بذلک۔ ثم اصدرت عام 1949م مجموعتھا الشعریۃ الثانیۃ (شظایا ورماد) ودعت فیھا إلی الشعرالحر۔
وفي عام 1950م أرادت شاعرتنا الحزینۃ أن تعید نظم (مأساۃ الحیاۃ) بأسلوب جدید وذلک لأن خلال ھذہ السنوات تطور أسلوبھا الشعري تطوراً کبیراً عما کان قبل ذلک، وأصبحت مواردھا الأدبیۃ أغزر وازدادت ثقافتھا فلم ترضِ بأسلوبھا السابق لذلک قررت أن تعید النظم بشکل جدید۔
ثم بدأت الشاعرۃ في إعادۃ نظم القصیدۃ فلاحظت أن القصیدۃ قد أصبحت تختلف عن القصیدۃ السابقۃ في ألفاظھا وتفاؤلھا ففکرت الشاعرۃ أن تعطي للقصیدۃ عنوانًا جدیدًا لأنھا أخذت تری فیھا الحیاۃ بصورۃ جدیدۃ، لذلک سمتھا (أغنیۃ للإنسان ۔
وخلال نظمھا للقصیدۃ بدأت الشاعرۃ تشعر بالضیق، لأنھا وجدت نفسھا بأنھا مقیدۃ بالنسخۃ الأولی مع إعادۃ نظمھا ولم یکن في وسعھا أن تخرج عن الإطار العام للقصیدۃ الأولی۔ وکان ھدفھا البحث عن السعادۃ لذلک فکرت أن لا بد أن تعثر علیھا في (أغنیۃ للإنسان) وخلال ھذہ المدۃ أدرکت الشاعرۃ أن السعادۃ ممکنۃ ولو إلی مدی محدود، فأرادت أن توفق بین الموضوع القدیم وآرائھا الجدیدۃ ولکن وجدت أنھا لا تستطیع ولا یمکن أن تواصل القصیدۃ، فتوقفت عن النظم وقررت أن تترک القصیدتین۔ فترکت نظم القصیدتین لمدۃ خمسۃ عشر عاماً من عام 1950م إلی 1965م۔
وکانت تعتقد أن (مأساۃ الحیاۃ) من أجمل أعمالھا الشعریۃ فی المرحلۃ الأولی فأرادت أن تظھرها للقراء۔ ثم حثھا الدکتور عبدالھادي محبوبۃ (زوجھا) علی إتمامھا، ولا حظت نازک أن أسلوبھا الشعري قد تطور خلال ھذہ المدۃ وفکرت بأن لو أتممت (أغنیۃ للإنسان) سیکون ھناک فارق في الأسلوب۔ فقررت أن تنشر (مأساۃ الحیاۃ) کما ھي دون تعدیل۔
فھي تنسخھا وتعدّل في کلماتھا دون أن تعید نظمھا حتی بدأت التغیرات تتسع فبعد یومین وجدت الشاعر ۃ أنھا غیرت القصیدۃ القدیمۃ تغییراً کاملاً دون أن تبقیٰ من المطولۃ الأولی لفظۃ واحدۃ۔ فولدت لدیھا الصورۃ الثالثۃ من القصیدۃ عام 1965م۔ لأن الصورۃ الأولی(مأساۃ الحیاۃ) والصورۃ الثانیۃ (أغنیۃ للإنسان) والآن أصبح لنفس القصیدۃ صورۃ ثالثۃ۔
والشاعرۃ في الصورۃ الثالثۃ أقرب إلی التفاؤل من الصورتین السابقتین۔ لأن آراءھا المتشائمۃ قد زالت وحلّ محلھا الإیمان باﷲ والإطمئنان إلی الحیاۃ۔ وأخیراً قررت الشاعرۃ أنھا تجد السعادۃ في قصیدتھا الأخیرۃ(الثالثۃ)، وکتبت فیھا تقریباً ستمائۃ بیت أو یزید، ثم انشغلت الشاعرۃ ببعض الظروف الخاصۃ، ومنذ ذلک لم تعد إلی المطولۃ۔

Loading...
Table of Contents of Book
ID Chapters/Headings Author(s) Pages Info
ID Chapters/Headings Author(s) Pages Info
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...