المبحث السادس: تعريف الشعر الحر وإلیٰ من تنتسب ريادة الشعر الحر؟

" الشعر الحر ھو الشعر الذي یلتزم بتفعیلۃ یکررھا الشاعر في سطر، فھو شعر سطر و لیس شعر بیت فقد یتکون السطر الشعري من تفعیلۃ واحدۃ أو اثنین أو ثلاث أو أکثر‘‘[1]۔ ثم تذکر نازک الملائکۃ في کتابھا(قضایا الشعر المعاصر) بأن السؤال الذي یرد: ھو ھل أخذت أنا۔ أو أخذ بدر السیاب یرحمہ اﷲ، أسلوب الشعر الحر من البند؟[2]۔

السؤال: إلی من تنتسب ریادۃ الشعر الحر؟

 تجيب الشاعر علی ھذا السؤال وتقول: ’’إنني نظمت الشعر الحر أول مرۃ عام 1946م ولم أعرف(البند) إلا إسماً فقط [3] وتقول أنھا لم تقرأ عن البند قبل سنۃ 1953م۔

 وبعد صدور ’’قضایا الشعر المعاصر‘‘ سنۃ 1962م سمع الأدباء بالبند، فلا تعتقد نازک الملائکۃ أن بدر شاکر السیّاب قد سمع بالبند قبلھا، لأنھا ھي ’’نازک الملائکۃ‘‘ لم تتعرف علی البند قبل سنۃ 1953م، وذلک بعد ست سنوات من نظمھا لأول قصیدۃ حرۃ، ثم زادت الشاعرۃ بالبراھین والأدلۃ التي تؤکد أن نازک الملائکۃ ھي رائدۃ الشعر الحر، ویزید من التأکید علی ذلک کتاب الأستاذ عبدالکریم الدجیلی(الکتاب الوحید المطبوع عن البند) الصادر ببغداد سنۃ 1959م بعد ظھور الشعر الحر باثنتي عشرۃ سنۃ کاملۃ۔

 وتقول نازک الملائکۃ مضیفۃ إلی کلامھا بأنّھا وضحت في (قضایا الشعر المعاصر) بأنّ الشعر الحر ظھر في العراق ثم انتشر في العالم العربي، وأن الشاعرۃ لم تکن علی علم بأن ھناک قصائد حرۃ ظھرت في البلاد العربیۃ منذ سنۃ 1932م، وذلک لأن الشاعرۃ عندما نظمت قصیدتھا الأولی (الکولیرا) في عام 1947م اعتقدت أن ھذه بدایۃ الشعر الحر في العالم العربي۔